- إنضم
- 28 يونيو 2008
- المشاركات
- 36
- التخصص
- علم الحديث
- المدينة
- البيضاء
- المذهب الفقهي
- ليس لي مذهب
بسم الله الرحمن الرحيم
_فمن التهم التي حيكت لأئمة أهل الظاهر الأجلاء ،و بالخصوص درتهم و ريحانتهم الإمام الأشم ابن حزم طرحه لأقوال الصحابة و التابعين و تابعيهم رضوان الله عليهم أجمعين ، و هذا الكتاب الجليل النفيس - أي كتاب أصحاب الفتيا من الصحابة- يدحض هذه العضيهة و الأفيكة و البهتية الأثيمة التي لاكتها ألسنة أهل الرأي و التقليد حسدا و حقدا ،و أكتفي في هذا المقام بنقل كلام لبعضهم و هو الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -(ت:795هـ)، قال بعد أن حض على الأخذ بعلم و فهم السلف :"..،و في زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي و أحمد و إسحاق و أبي عبيد .وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة ، وحدث من انتسب إلى متابعة السنة و الحديث من الظاهرية و نحوهم ، وهو أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة و انفراده عنهم بفهم يفهمه أو يأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبله." [1]
و هذه فرية بلا مرية ، و في هذا السياق أسرد لكم عجيبة من العجائب وهي : أن هذه العضيهة لها منبع واحد ، وهو التقليد و التعصب ، و الدليل على ذلك ، أن ابن رجب قد وافق مالكية الأندلس من غير اتفاق في هذه الأفيكة المحبوكة، فقد رمى مالكيةُ الأندلسِ إمامَ الأندلس بنبذ فهوم أئمة الأمة ، و الشذوذِ عنهم ، و قد رد عليهم الإمام الأشم–رحمة الله عليه- ، و فيه رد على ادعاء ابن رجب ، فقال :" ..، و لا نملأ كتبنا إلا بالأمر باتباع القرآن و سنن النبي صلى الله عليه و سلم و إجماع الأمة ، و مطالعة أقوال الصحابة و التابعين ، و من بعدهم من العلماء ، و عرضها على كلام الله عز وجل ، و كلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فلأيها شهدا قلناه." [2]
فها هو الإمام الأشم يأمر بمطالعة أقوال الصحابة و التابعين و من بعدهم ، و لكن الفرق الذي بيننا و بين المقلدة ، أننا نعرض هذه الأقوال على الكتاب و السنة ، و نأخذ بما شهدا له و نطَّرح ما لم يشهدا له.
وقال –رحمه الله-:" ..،و أما نحن فلا نفني ليلنا و نهارنا ، و لا نقطع أعمارنا و لله الحمد كثيرا، إلا بتقييد أحكام القرآن ، و ضبط آثار رسول الله – صلى الله عليه و سلم- ، و معرفة أقوال الصحابة – رضي الله عنهم - ، و التابعين و الفقهاء من بعدهم –رحمة الله على جميعهم- لا تَقْدرُ على إنكار ذلك ، و إن رغم انفك ، و نَضِجت كبدك غيظا.
و طريقتنا هذه هي طريقة علماء الأمة دون خلاف من أحد منهم." [3]
و كأني به يقصد بكاف الخطاب كل فرد نسج على منوال ذلك المقلد المالكي كابن رجب و من سبقه مثل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال بعد كلام عن الإمام الأشم و الظاهرية ، و ذكر أمورا تعاب عليهم :"..، مثل الإعراض عن متابعة أئمة من الصحابة ومن بعدهم ،..."[4)
و في هذا الكلام إجمال يقع به إشكال ، ولا يجمل بمثل شيخ الإسلام أن يطلقه دون تفصيل ، و هو يحمل على أوجه :
أولها: أن مقصوده بمتابعة الصحابة و من بعدهم هو : تقليدهم من غير دليل ، و هذا يكفي في بطلانه حكايته.
ثانيها: ان مقصوده بمتابعة الصحابة و من بعدهم هو : متابعتهم فيما وافقوا فيه الكتاب و السنة ، فهذا كذب و افتراء على ابن حزم و الظاهرية، و كتبهم شاهدة عليه بالبطلان ، و قد أوردنا من كلام الإمام الأشم ما يدحضه، و سيأتي المزيد.
آخرها: أن مقصدوه بمتابعة الصحابة و من بعدهم هو : إجماعهم و هذا محمل بعيد ، إذ أهل التقليد هم أول مخالف لإجماع الصحابة ومن بعدهم باعتقادهم صحة التقليد، و أضف إلى ذلك أن أهل الظاهر يأخذون بإجماع الصحابة –رضي الله عنهم-.
و لا زال الأئمة الذين جاؤوا بعد الصحابة –رضي الله عنهم- و منهم الأئمة الأربعة يخالفونهم ، و لم يسِمْهم أحدٌ بأنهم معرضون عن صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو قريبا من هذه الاتهامات الساقطة، بل خالفوهم عن علم و اجتهاد ، و ليس احتقارا لهم و تنقيصا من قدرهم ، حاشا وكلا ...، و لئن كانت مخالفة الصحابة –رضي الله عنهم – إعراضا عنهم و تنكبا عن طريقهم ، لكان الأئمة الأربعة أولى بذلك من الإمام الأشم فمخالتفهم لهم أمر تواتر و اشتهر[5] ، و من اطلع على المحلى ألفى الشيء الكثير .
مع ما سبق فسأترك الإمام الأشم يرد على كل من اتهمه بهذه التهمة كابن تيمية و يفند دعواه الواهية ،فقد قال-رحمات ربي عليه- : " ..،و أما قولهم: إننا انفردنا به و خالفنا من مضى ، فكذبٌ بحتٌ لم يستحيوا فيه من عاجل الفضيحة . وما انفردنا قط بقو لٍ و لله الحمد. بل نحن أشد موافقة للصحابة و التابعين – رضي الله عنهم – منهم.
فقد ألفنا كتابا ضخما فيما خالفوا فيه الطائفة من الصحابة –رضي الله عنهم- بآرائهم ، دون تعلق بأحد من الصحابة و التابعين رضي الله عنهم .
و هم لا يجدون لنا هذا ، إلا أن يجدوه في الندرة . و مما تعلقوا فيه من السنن الثابتة عن النبي –صلى الله عليه و سلم- ، فشتان بين الأمرين".[6]
فها هو الإمام الأشم يقر بأنه أكثر موافقة للصحابة و التابعين من غيره ، وأنه لم ينفرد بقول قط ، وهو قول تقطع نفس المنصف بصحته إذا طالع كتب الإمام و عيانها .
وسبحان الله فافتراءات و اتهامات المقلدة قد اتحدت و توحدت ضد أئمة النص، و أبى الله تعالى إلا أن يفضحهم ، فلله الحمد من قبل و من بعد.
__________________________________________________ _______________
(1)" فضل علم السلف على الخلف،ص: 105"تـ: مروان العطية ،ط: دار الهجرة ،سنة: 1409هـ.
[2]" رسالة في الرد على هاتف من بعد ، ص: 125" ، ضمن (رسائل ابن حزم ،ج3) تــ: إحسان عباس ،سنة :1987م.
[3]" رسالة في الرد على هاتف من بعد ، ص: 121".
قلت: و له في هذا الباب كلام نفيس في مواطن عدة من كتبه ، ومنها ما قاله في كتابه (الفصل،2/379)، :" و إنما أتي المخالفون منهم أنهم عقدوا على أقوال ثم راموا رد كلام الله تعالى ، وكلام رسول الله – صلى الله عليه و سلم – إليها ، و هذا هو الباطل الذي لا يحل ، و نحن و لله الحمد إنما أتينا إلى ما قاله الله عز وجل ، و ما صح عن رسول – صلى الله عليه و سلم- فقلنا به ، ولم نُحكم في ذلك بطرا و لا هوى، و لا رددنا هما إلى قول أحد ، بل رددنا جميع الأقوال إلى نصوص القرآن و السنن.
و الحمد الله رب العالمين كثيرا ، و هذا هو الحق الذي لا يحل تعديه."
[4]" فتاوى ابن تيمية ،6/615." ط: دار المعرفة ،تـ:حسنين محمد مخلوف.
قلت: ومثله قوله في (فتاويه ،4/396) :" وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره وما يأتى به من الفوائد العظيمة له من الاقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتى من الاقوال الحسنة الفائقة."
و الله عجيب ..، هل كل من اجتهد و اخطأ ، يعد قوله منكرا شاذا ..؟؟ بل الصحيح أنه يؤجر على اجتهاده، و يعذر في خطإه و يبين.
و لتلميذه العلامة ابن القيم كلام مجحف في حق الإمام الأشم و الظاهرية ، مع أنه انصفهم في بعض المواطن ، و لنا معه وقفات في رسالة مفردة إن شاء الله.
[5] قلت : وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر أو معاند ، و أذكر هنا بعضا لمخالفات الإمام مالك –رحمه الله- للصحابة ، كما هو في موطئه ، فقد روى عن سعد بن أبي قاص أنه كان يوتر بواحدة ، فقال : و ليس هذا العمل عندنا ، لكن أدنى الوتر ثلاث.(ص:112).
كما انه روى أن عمر كان يقرد بعيرا في الطين بالسقيا . وقال : أنا أكرهه.(ص: 298).
فها هو يصرح بكراهة شيء يصنعه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و هو خير من ملء الأرض من مثل مالك رحمه الله ، و الكراهة عند المتقدمين بمعنى التحريم.
و ينظر أيضا خلافه لابن عمر –رضي الله عنهما- (ص:330)، و خلافه لعمر رضي الله عنه (ص: 360)، و خلافه لابن عباس –رضي الله عنهما- (380)، و غيرها مما سنفرد له موضوعا – إن شاء الله تعالى -، و هذا في الموطأ فقط دون باقي الكتب التي حكت أقواله ، (الموطأ) ط: دار الآفاق الجديدة ، تـ: فاروق سعد.
[6]"رسائل ابن حزم ،ج3،ص: 88".
_فمن التهم التي حيكت لأئمة أهل الظاهر الأجلاء ،و بالخصوص درتهم و ريحانتهم الإمام الأشم ابن حزم طرحه لأقوال الصحابة و التابعين و تابعيهم رضوان الله عليهم أجمعين ، و هذا الكتاب الجليل النفيس - أي كتاب أصحاب الفتيا من الصحابة- يدحض هذه العضيهة و الأفيكة و البهتية الأثيمة التي لاكتها ألسنة أهل الرأي و التقليد حسدا و حقدا ،و أكتفي في هذا المقام بنقل كلام لبعضهم و هو الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -(ت:795هـ)، قال بعد أن حض على الأخذ بعلم و فهم السلف :"..،و في زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي و أحمد و إسحاق و أبي عبيد .وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة ، وحدث من انتسب إلى متابعة السنة و الحديث من الظاهرية و نحوهم ، وهو أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة و انفراده عنهم بفهم يفهمه أو يأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبله." [1]
و هذه فرية بلا مرية ، و في هذا السياق أسرد لكم عجيبة من العجائب وهي : أن هذه العضيهة لها منبع واحد ، وهو التقليد و التعصب ، و الدليل على ذلك ، أن ابن رجب قد وافق مالكية الأندلس من غير اتفاق في هذه الأفيكة المحبوكة، فقد رمى مالكيةُ الأندلسِ إمامَ الأندلس بنبذ فهوم أئمة الأمة ، و الشذوذِ عنهم ، و قد رد عليهم الإمام الأشم–رحمة الله عليه- ، و فيه رد على ادعاء ابن رجب ، فقال :" ..، و لا نملأ كتبنا إلا بالأمر باتباع القرآن و سنن النبي صلى الله عليه و سلم و إجماع الأمة ، و مطالعة أقوال الصحابة و التابعين ، و من بعدهم من العلماء ، و عرضها على كلام الله عز وجل ، و كلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فلأيها شهدا قلناه." [2]
فها هو الإمام الأشم يأمر بمطالعة أقوال الصحابة و التابعين و من بعدهم ، و لكن الفرق الذي بيننا و بين المقلدة ، أننا نعرض هذه الأقوال على الكتاب و السنة ، و نأخذ بما شهدا له و نطَّرح ما لم يشهدا له.
وقال –رحمه الله-:" ..،و أما نحن فلا نفني ليلنا و نهارنا ، و لا نقطع أعمارنا و لله الحمد كثيرا، إلا بتقييد أحكام القرآن ، و ضبط آثار رسول الله – صلى الله عليه و سلم- ، و معرفة أقوال الصحابة – رضي الله عنهم - ، و التابعين و الفقهاء من بعدهم –رحمة الله على جميعهم- لا تَقْدرُ على إنكار ذلك ، و إن رغم انفك ، و نَضِجت كبدك غيظا.
و طريقتنا هذه هي طريقة علماء الأمة دون خلاف من أحد منهم." [3]
و كأني به يقصد بكاف الخطاب كل فرد نسج على منوال ذلك المقلد المالكي كابن رجب و من سبقه مثل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال بعد كلام عن الإمام الأشم و الظاهرية ، و ذكر أمورا تعاب عليهم :"..، مثل الإعراض عن متابعة أئمة من الصحابة ومن بعدهم ،..."[4)
و في هذا الكلام إجمال يقع به إشكال ، ولا يجمل بمثل شيخ الإسلام أن يطلقه دون تفصيل ، و هو يحمل على أوجه :
أولها: أن مقصوده بمتابعة الصحابة و من بعدهم هو : تقليدهم من غير دليل ، و هذا يكفي في بطلانه حكايته.
ثانيها: ان مقصوده بمتابعة الصحابة و من بعدهم هو : متابعتهم فيما وافقوا فيه الكتاب و السنة ، فهذا كذب و افتراء على ابن حزم و الظاهرية، و كتبهم شاهدة عليه بالبطلان ، و قد أوردنا من كلام الإمام الأشم ما يدحضه، و سيأتي المزيد.
آخرها: أن مقصدوه بمتابعة الصحابة و من بعدهم هو : إجماعهم و هذا محمل بعيد ، إذ أهل التقليد هم أول مخالف لإجماع الصحابة ومن بعدهم باعتقادهم صحة التقليد، و أضف إلى ذلك أن أهل الظاهر يأخذون بإجماع الصحابة –رضي الله عنهم-.
و لا زال الأئمة الذين جاؤوا بعد الصحابة –رضي الله عنهم- و منهم الأئمة الأربعة يخالفونهم ، و لم يسِمْهم أحدٌ بأنهم معرضون عن صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو قريبا من هذه الاتهامات الساقطة، بل خالفوهم عن علم و اجتهاد ، و ليس احتقارا لهم و تنقيصا من قدرهم ، حاشا وكلا ...، و لئن كانت مخالفة الصحابة –رضي الله عنهم – إعراضا عنهم و تنكبا عن طريقهم ، لكان الأئمة الأربعة أولى بذلك من الإمام الأشم فمخالتفهم لهم أمر تواتر و اشتهر[5] ، و من اطلع على المحلى ألفى الشيء الكثير .
مع ما سبق فسأترك الإمام الأشم يرد على كل من اتهمه بهذه التهمة كابن تيمية و يفند دعواه الواهية ،فقد قال-رحمات ربي عليه- : " ..،و أما قولهم: إننا انفردنا به و خالفنا من مضى ، فكذبٌ بحتٌ لم يستحيوا فيه من عاجل الفضيحة . وما انفردنا قط بقو لٍ و لله الحمد. بل نحن أشد موافقة للصحابة و التابعين – رضي الله عنهم – منهم.
فقد ألفنا كتابا ضخما فيما خالفوا فيه الطائفة من الصحابة –رضي الله عنهم- بآرائهم ، دون تعلق بأحد من الصحابة و التابعين رضي الله عنهم .
و هم لا يجدون لنا هذا ، إلا أن يجدوه في الندرة . و مما تعلقوا فيه من السنن الثابتة عن النبي –صلى الله عليه و سلم- ، فشتان بين الأمرين".[6]
فها هو الإمام الأشم يقر بأنه أكثر موافقة للصحابة و التابعين من غيره ، وأنه لم ينفرد بقول قط ، وهو قول تقطع نفس المنصف بصحته إذا طالع كتب الإمام و عيانها .
وسبحان الله فافتراءات و اتهامات المقلدة قد اتحدت و توحدت ضد أئمة النص، و أبى الله تعالى إلا أن يفضحهم ، فلله الحمد من قبل و من بعد.
__________________________________________________ _______________
(1)" فضل علم السلف على الخلف،ص: 105"تـ: مروان العطية ،ط: دار الهجرة ،سنة: 1409هـ.
[2]" رسالة في الرد على هاتف من بعد ، ص: 125" ، ضمن (رسائل ابن حزم ،ج3) تــ: إحسان عباس ،سنة :1987م.
[3]" رسالة في الرد على هاتف من بعد ، ص: 121".
قلت: و له في هذا الباب كلام نفيس في مواطن عدة من كتبه ، ومنها ما قاله في كتابه (الفصل،2/379)، :" و إنما أتي المخالفون منهم أنهم عقدوا على أقوال ثم راموا رد كلام الله تعالى ، وكلام رسول الله – صلى الله عليه و سلم – إليها ، و هذا هو الباطل الذي لا يحل ، و نحن و لله الحمد إنما أتينا إلى ما قاله الله عز وجل ، و ما صح عن رسول – صلى الله عليه و سلم- فقلنا به ، ولم نُحكم في ذلك بطرا و لا هوى، و لا رددنا هما إلى قول أحد ، بل رددنا جميع الأقوال إلى نصوص القرآن و السنن.
و الحمد الله رب العالمين كثيرا ، و هذا هو الحق الذي لا يحل تعديه."
[4]" فتاوى ابن تيمية ،6/615." ط: دار المعرفة ،تـ:حسنين محمد مخلوف.
قلت: ومثله قوله في (فتاويه ،4/396) :" وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره وما يأتى به من الفوائد العظيمة له من الاقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتى من الاقوال الحسنة الفائقة."
و الله عجيب ..، هل كل من اجتهد و اخطأ ، يعد قوله منكرا شاذا ..؟؟ بل الصحيح أنه يؤجر على اجتهاده، و يعذر في خطإه و يبين.
و لتلميذه العلامة ابن القيم كلام مجحف في حق الإمام الأشم و الظاهرية ، مع أنه انصفهم في بعض المواطن ، و لنا معه وقفات في رسالة مفردة إن شاء الله.
[5] قلت : وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر أو معاند ، و أذكر هنا بعضا لمخالفات الإمام مالك –رحمه الله- للصحابة ، كما هو في موطئه ، فقد روى عن سعد بن أبي قاص أنه كان يوتر بواحدة ، فقال : و ليس هذا العمل عندنا ، لكن أدنى الوتر ثلاث.(ص:112).
كما انه روى أن عمر كان يقرد بعيرا في الطين بالسقيا . وقال : أنا أكرهه.(ص: 298).
فها هو يصرح بكراهة شيء يصنعه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و هو خير من ملء الأرض من مثل مالك رحمه الله ، و الكراهة عند المتقدمين بمعنى التحريم.
و ينظر أيضا خلافه لابن عمر –رضي الله عنهما- (ص:330)، و خلافه لعمر رضي الله عنه (ص: 360)، و خلافه لابن عباس –رضي الله عنهما- (380)، و غيرها مما سنفرد له موضوعا – إن شاء الله تعالى -، و هذا في الموطأ فقط دون باقي الكتب التي حكت أقواله ، (الموطأ) ط: دار الآفاق الجديدة ، تـ: فاروق سعد.
[6]"رسائل ابن حزم ،ج3،ص: 88".