ابونصر المازري
موقوف
- إنضم
- 10 يونيو 2009
- المشاركات
- 395
- التخصص
- فقه واصوله
- المدينة
- قرطبة الغراء
- المذهب الفقهي
- المالكي -اهل المدينة-
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الاخوة المالكية هذا موضوع لي كنت قد طرحته في منتديات الاشاعرة ولكنهم لم يجيبوا بشيء الا بعض الايرادات التي لا يؤبه لها
و قبل ان اطرح هذا الموضوع للمناقشة والتحرير فيه
اقول اني لا انكر التصوف السني المعتدل ولااستطيع ولكن ليكن علمنا على اسس صحيحة وعن يقين وان لانجعله محلا لايراد الشبهات من الخصوم وكذا يجب تنقيح المذهب من الروايات الباطلة التي ظهرت مؤخرا
قال ابونصر
نسب الى الإمام مالك رضي الله تعالى عنه هذا القول : (من تفقه و لم يتصوف فقد تفسق و من تصوف و لم يتفقه فقد تزندق و من جمع بينهما فقد تحقق )
ومن نسبه اليه قال
المصدر: حاشية العلامة علي العدوي على شرح الامام الزرقاني على متن العزيه في الفقه المالكي. وشرح عين العلم وزين الحلم للامام ملا علي قاري
اقول الذي يظهر لي انه لايصح نسبتها الي الامام رحمه الله مادامت لم تثبت بسند صحيح ولم تثبت في كتب ائمتنا المتقدمين كالامام ابن ابي زيد والعتبي والاندلسيين على شدة اقتفائهم لاقوال الامام
واقول
اعيتني هذه الرواية اذا كان عندكم اخواني سندها فلينقلها احد الاخوة المطلعين
فاني لااظن الا انها موضوعة والمعروف عن الامام بخلاف ذلك
ثم متى ظهر مصطلح التصوف
هل ظهر في حياة الامام ام بعده فقد نقل احد الاخوة ان هذا المصطلح فى النصف الأول من القرن الثالث الهجرى
وكان أبو هاشم الصوفى (ت262) هو أول من أطلق عليه هذا اللقب وهو من المعاصرين للإمام أحمد والمتصلين به كما يحكى السراج فى اللمع
فهذه واحدة تضعف الرواية
قال الإمام مالك - بزعمهم - أن من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومع ذلك فإن الامام مالكاً تفقهو لم يتصوف، وهكذا فقد حكم على نفسه بالفسق.
وكذلك تفقه اصحابه وتلاميذه ولم يتصوفوا ولا نقل الينا ان احدهم تصوف على كثرتهم وشهرتهم وجلهم ائمة ثقات
وكذلك لم يتصوف الامام مالك الصغير جامع شتات المذهب اقصد ابن ابي زيد القيرواني صاحب الرسالة
ولم يتصوف كل الائمة المعروفين بجمع الروايات فهل غابت عنهم وهم جبال المذهب وكبار رجاله بل فاقوا العلماء في الاقتداء بسمت الامام رضي الله عنه
وهذه ثانية ترد عليهم
والعجيب ان هذه الرواية غابت عن هؤلاء الرواة والمتمسكين بسمت الامام وظهرت في عصر الشيخ العدوي الصعيدي صاحب الحاشية
وهذه ثالثة ترد عليهم
ما المانع من عدم تصوف الامام واصحابه وتلاميذه والاعجب ان ابن رشد جامع الروايات وشارحها لم يتصوف إن كان هذا كلام الامام رحمه الله
وعليه فللصوفية الحكم على أفضل طبقة وأشرفها في الصوفية أنهم زنادقة!وهي طبقة الامام من علمائنا
قال الحافظ ابن بطال في شرح البخاري
وقال مالك أيضا: لا أكره لباس الصوف لمن لم يجد غيره، وأكرهه لمن يجد غيره، ولأن يخفى عمله أحب إلى، وكذلك كان شأن من مضى
وقد سئل مالك عن لباس الصوف الغليظ، فقال: لا خير فيه فى الشهرة ولو كان يلبسه تارة وينزعه أخرى لرجوت، فأما المواظبة حتى يعرف به ويشتهر فلا أحبه
قال الامام ابوالعباس القرطبي في المفهم
فأما ما أبتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة ؛ فمن قبيل ما لا يُختلف في تحريمه ، لكن النفوس الشهوانية والأغراض الشيطانية قد غلبت على كثير ممن نُسِب إلى الخير وشُهر بذكره ، حتى عموا عن تحريم ذلك وعن فحشه ؛ حتى قد ظهرت من كثير منهم عوارات الْمُجَّان والمجانين ، والصبيان ، فيرقصون ويزقنون بحركات متطابقة ، وتقطيعات متلاحقة ؛ كما يفعل أهل السَّفَه والمجون ، وقد انتهى التواقح بأقوام منهم إلى أن يقولوا : إن تلك الأمور من من أبواب القرب وصالحات الأعمال ، وأن ذلك يُثمر صفاء القلوب وسنِيَّات الأحوال ، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة ، وقول أهل البطالة والْمَخْرَقَة ، نعوذ بالله من البدع والفتن ، ونسأله التوبة والمشي على السنن.
قال الامام ابو العباس القرطبي
وقد يستدل بإنشاد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه هذه الأسجاع وأشباهها أهل المجون والبدع من المتصوّفة على إباحة ما أحدثوه من السَّماع المشتمل على مناكر لا يرضى بها أهل المروءات ، فكيف بأهل الديانات ؟! كالطارات ، والشبابات ، واجتماع المغاني وأهل الفساد والشبَّان ، والغناء بالألحان ، والرقص بالأكمام ، وهز الأقدام ، كما يفعله الفسقة الْمُجَّان . ومجموع ذلك يعلم فساده وكونه معصية من ضرورة الأديان ، فلا يحتاج في إبطاله إلى إقامة دليل ولا برهان . وقد كتبنا في ذلك جزءًا حسنًا سميناه : "كشف القناع عن حكم مسائل الوجد والسَّماع".
وقال رحمه الله
هذا الحديث يَرُدُّ حكايةً حُكيت عن بعض مشايخ الصوفية ، وذلك أن مريدًا له قال له يومًا : قد حمي التنورُ فما أصنع ؟ فتغافل عنه ، فأعاد عليه القول ، فقال له : ادخل فيه . فدخل المريد في التنور ، ثم إن الشيخ تذكّر فقال : الحقوه ، فإنه كان عقد على نفسه ألا يخالفني ، فلحقوه ، فوجدوه في التنور لم تضره النار . وهذه الحكاية أظنها من الكذب الذى كُذِبَ به على هذه الطائفة الفاضلة ، فكم قد كَذَبَ عليها الزنادقةُ ، وأعداءُ الدين
روى أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي في المجالسة
حدثنا أحمد نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن سلاّم قال قال ابن السّماك لأصحاب الصوف واللهِ لئن كان لباسكم وفقاً لِسرائركم لقد أَحبَبْتُم أن يطّلع الناس عليها وإن كان مخالفاً لقد كذبتم
حدثنا ابن أبي الدنيا نا أحمد بن سعيد قال سمعت النضر بن شميل يقول قلت لبعض الصوفيين تبيع جبتك الصوف فقال إذا باع الصياد شبكته فبأي شيء يصطاد
قال الشيخ عليش في الفتاوي
زَعْمُهُمْ أَنَّهُمْ مَالِكِيَّةٌ مَعَ هَذِهِ الْأَفْعَالِ الْمُخَالِفَةِ لِنُصُوصِ مَذْهَبِ مَالِكٍ أَمْرٌ يُكَذِّبُهُ الْعِيَانُ وَلَيْسَ بَعْدَ الْعِيَانِ بَيَانٌ وَعُلَمَاءُ الْمَذْهَبِ لَمْ يَكْتُمُوا شَيْئًا مِنْ النُّصُوصِ وَلَا جَهِلُوهُ وَمَنْ ظَنَّ بِهِمْ هَذَا الظَّنَّ وَجَبَتْ عَلَيْهِ التَّوْبَةُ لِأَنَّهُ ظَنُّ سُوءٍ بِعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ
ثُمَّ قَالَ فِي الْمَدْخَلِ سُئِلَ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الطُّرْطُوشِيُّ رحمه الله تعالى مَا يَقُولُ سَيِّدِي الْفَقِيهُ فِي مَذْهَبِ الصُّوفِيَّةِ وَاعْلَمْ حَرَسَ اللَّهُ مُدَّتَك أَنَّهُ مِنْ رِجَالٍ فَيُكْثِرُونَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَذِكْرِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَنَّهُمْ يُوقِعُونَ بِالْقَضِيبِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ الْأَدِيمِ وَيَقُومُ بَعْضُهُمْ يَرْقُصُ وَيَتَوَاجَدُ حَتَّى يَقَعَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَيُحْضِرُونَ شَيْئًا يَأْكُلُونَهُ هَلْ الْحُضُورُ مَعَهُمْ جَائِزٌ أَمْ لَا أَفْتَوْنَا يَرْحَمْكُمْ اللَّهُ . الْجَوَابُ يَرْحَمُك اللَّهُ مَذْهَبُ الصُّوفِيَّةِ بَطَالَةٌ وَجَهَالَةٌ وَضَلَالَةٌ وَمَا الْإِسْلَامُ إلَّا كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم , وَأَمَّا الرَّقْصُ وَالتَّوَاجُدُ فَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَهُ أَصْحَابُ السَّامِرِيِّ لَمَّا اتَّخَذَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ قَامُوا يَرْقُصُونَ حَوَالَيْهِ وَيَتَوَاجَدُونَ فَهُوَ دِينُ الْكُفَّارِ وَعُبَّادِ الْعِجْلِ . وَأَمَّا الْقَضِيبُ فَأَوَّلُ مَنْ اتَّخَذَهُ الزَّنَادِقَةُ لِيَشْغَلُوا بِهِ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا كَانَ يَجْلِسُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَصْحَابِهِ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ مِنْ الْوَقَارِ فَيَنْبَغِي لِلسُّلْطَانِ وَنُوَّابِهِ أَنْ يَمْنَعَهُمْ مِنْ الْحُضُورِ فِي الْمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَحْضُرَ مَعَهُمْ وَيُعِينَهُمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ هَذَا مَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ
قال الشيخ زروق شيخ الصوفية
وسئل مالك عن جماعة، يأكلون كثيرا، وذكرت له أحولهم، فضحك، ثم قال: مجانين هم
قال ابونصر وانظر الى الشيخ زروق شيخ الطائفة كيف روي هذه الحادثة على المعني او انه غيرها عن عمد
ومما يدل على مانقول قوله عن جماعة فاي جماعة يقصد امن الشيعة او السنة اومن الزنادقة او من ....
وكذلك يدلك ما قلناه قوله وذكرت له احوالهم هروبا من ذكر الرقص لانه عند الصوفيه جائز وعند فقهاء المالكية المحققين غير جائز ومنهي عنه ومن اراد التفصيل والتأكد من حرمة الرقص فلينظر ما قدمنا عن القرطبي ولينظر المعيار
وشيء اخر انه مما يوكد الرواية ان الشيخ زروق رواها بالمعنى عن الامام وهو من هو شيخ الطائفة الصوفية فدل ذلك ان هذه الرواية موضوعة ولله الحمد على توفيقه
ويوكد ذلك رواية الامام التنيسي عن الامام مالك رضي الله عنه
وقولهم مرسلة اوغيره من التفاهات مردود يان اغلبكتب المذهب لم تصلنا ولو وصلتنا لعلمنا سند القاضي عياض الى التنيسي
فان قيل لما اخذتم برواية التنيسي ورددتم الاخري
قلنا ان رواية التنيسي تلقاها علماؤنا بالقبول وبنوا عليها فتاويهم كما رأيت آنفا للقرطبي والطرطوشي وكثير من علمائنا انظر المعيار وفتاوى ابن رشد الجد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الاخوة المالكية هذا موضوع لي كنت قد طرحته في منتديات الاشاعرة ولكنهم لم يجيبوا بشيء الا بعض الايرادات التي لا يؤبه لها
و قبل ان اطرح هذا الموضوع للمناقشة والتحرير فيه
اقول اني لا انكر التصوف السني المعتدل ولااستطيع ولكن ليكن علمنا على اسس صحيحة وعن يقين وان لانجعله محلا لايراد الشبهات من الخصوم وكذا يجب تنقيح المذهب من الروايات الباطلة التي ظهرت مؤخرا
قال ابونصر
نسب الى الإمام مالك رضي الله تعالى عنه هذا القول : (من تفقه و لم يتصوف فقد تفسق و من تصوف و لم يتفقه فقد تزندق و من جمع بينهما فقد تحقق )
ومن نسبه اليه قال
المصدر: حاشية العلامة علي العدوي على شرح الامام الزرقاني على متن العزيه في الفقه المالكي. وشرح عين العلم وزين الحلم للامام ملا علي قاري
اقول الذي يظهر لي انه لايصح نسبتها الي الامام رحمه الله مادامت لم تثبت بسند صحيح ولم تثبت في كتب ائمتنا المتقدمين كالامام ابن ابي زيد والعتبي والاندلسيين على شدة اقتفائهم لاقوال الامام
واقول
اعيتني هذه الرواية اذا كان عندكم اخواني سندها فلينقلها احد الاخوة المطلعين
فاني لااظن الا انها موضوعة والمعروف عن الامام بخلاف ذلك
ثم متى ظهر مصطلح التصوف
هل ظهر في حياة الامام ام بعده فقد نقل احد الاخوة ان هذا المصطلح فى النصف الأول من القرن الثالث الهجرى
وكان أبو هاشم الصوفى (ت262) هو أول من أطلق عليه هذا اللقب وهو من المعاصرين للإمام أحمد والمتصلين به كما يحكى السراج فى اللمع
فهذه واحدة تضعف الرواية
قال الإمام مالك - بزعمهم - أن من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومع ذلك فإن الامام مالكاً تفقهو لم يتصوف، وهكذا فقد حكم على نفسه بالفسق.
وكذلك تفقه اصحابه وتلاميذه ولم يتصوفوا ولا نقل الينا ان احدهم تصوف على كثرتهم وشهرتهم وجلهم ائمة ثقات
وكذلك لم يتصوف الامام مالك الصغير جامع شتات المذهب اقصد ابن ابي زيد القيرواني صاحب الرسالة
ولم يتصوف كل الائمة المعروفين بجمع الروايات فهل غابت عنهم وهم جبال المذهب وكبار رجاله بل فاقوا العلماء في الاقتداء بسمت الامام رضي الله عنه
وهذه ثانية ترد عليهم
والعجيب ان هذه الرواية غابت عن هؤلاء الرواة والمتمسكين بسمت الامام وظهرت في عصر الشيخ العدوي الصعيدي صاحب الحاشية
وهذه ثالثة ترد عليهم
ما المانع من عدم تصوف الامام واصحابه وتلاميذه والاعجب ان ابن رشد جامع الروايات وشارحها لم يتصوف إن كان هذا كلام الامام رحمه الله
وعليه فللصوفية الحكم على أفضل طبقة وأشرفها في الصوفية أنهم زنادقة!وهي طبقة الامام من علمائنا
قال الحافظ ابن بطال في شرح البخاري
وقال مالك أيضا: لا أكره لباس الصوف لمن لم يجد غيره، وأكرهه لمن يجد غيره، ولأن يخفى عمله أحب إلى، وكذلك كان شأن من مضى
وقد سئل مالك عن لباس الصوف الغليظ، فقال: لا خير فيه فى الشهرة ولو كان يلبسه تارة وينزعه أخرى لرجوت، فأما المواظبة حتى يعرف به ويشتهر فلا أحبه
قال الامام ابوالعباس القرطبي في المفهم
فأما ما أبتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة ؛ فمن قبيل ما لا يُختلف في تحريمه ، لكن النفوس الشهوانية والأغراض الشيطانية قد غلبت على كثير ممن نُسِب إلى الخير وشُهر بذكره ، حتى عموا عن تحريم ذلك وعن فحشه ؛ حتى قد ظهرت من كثير منهم عوارات الْمُجَّان والمجانين ، والصبيان ، فيرقصون ويزقنون بحركات متطابقة ، وتقطيعات متلاحقة ؛ كما يفعل أهل السَّفَه والمجون ، وقد انتهى التواقح بأقوام منهم إلى أن يقولوا : إن تلك الأمور من من أبواب القرب وصالحات الأعمال ، وأن ذلك يُثمر صفاء القلوب وسنِيَّات الأحوال ، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة ، وقول أهل البطالة والْمَخْرَقَة ، نعوذ بالله من البدع والفتن ، ونسأله التوبة والمشي على السنن.
قال الامام ابو العباس القرطبي
وقد يستدل بإنشاد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه هذه الأسجاع وأشباهها أهل المجون والبدع من المتصوّفة على إباحة ما أحدثوه من السَّماع المشتمل على مناكر لا يرضى بها أهل المروءات ، فكيف بأهل الديانات ؟! كالطارات ، والشبابات ، واجتماع المغاني وأهل الفساد والشبَّان ، والغناء بالألحان ، والرقص بالأكمام ، وهز الأقدام ، كما يفعله الفسقة الْمُجَّان . ومجموع ذلك يعلم فساده وكونه معصية من ضرورة الأديان ، فلا يحتاج في إبطاله إلى إقامة دليل ولا برهان . وقد كتبنا في ذلك جزءًا حسنًا سميناه : "كشف القناع عن حكم مسائل الوجد والسَّماع".
وقال رحمه الله
هذا الحديث يَرُدُّ حكايةً حُكيت عن بعض مشايخ الصوفية ، وذلك أن مريدًا له قال له يومًا : قد حمي التنورُ فما أصنع ؟ فتغافل عنه ، فأعاد عليه القول ، فقال له : ادخل فيه . فدخل المريد في التنور ، ثم إن الشيخ تذكّر فقال : الحقوه ، فإنه كان عقد على نفسه ألا يخالفني ، فلحقوه ، فوجدوه في التنور لم تضره النار . وهذه الحكاية أظنها من الكذب الذى كُذِبَ به على هذه الطائفة الفاضلة ، فكم قد كَذَبَ عليها الزنادقةُ ، وأعداءُ الدين
روى أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي في المجالسة
حدثنا أحمد نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن سلاّم قال قال ابن السّماك لأصحاب الصوف واللهِ لئن كان لباسكم وفقاً لِسرائركم لقد أَحبَبْتُم أن يطّلع الناس عليها وإن كان مخالفاً لقد كذبتم
حدثنا ابن أبي الدنيا نا أحمد بن سعيد قال سمعت النضر بن شميل يقول قلت لبعض الصوفيين تبيع جبتك الصوف فقال إذا باع الصياد شبكته فبأي شيء يصطاد
قال الشيخ عليش في الفتاوي
زَعْمُهُمْ أَنَّهُمْ مَالِكِيَّةٌ مَعَ هَذِهِ الْأَفْعَالِ الْمُخَالِفَةِ لِنُصُوصِ مَذْهَبِ مَالِكٍ أَمْرٌ يُكَذِّبُهُ الْعِيَانُ وَلَيْسَ بَعْدَ الْعِيَانِ بَيَانٌ وَعُلَمَاءُ الْمَذْهَبِ لَمْ يَكْتُمُوا شَيْئًا مِنْ النُّصُوصِ وَلَا جَهِلُوهُ وَمَنْ ظَنَّ بِهِمْ هَذَا الظَّنَّ وَجَبَتْ عَلَيْهِ التَّوْبَةُ لِأَنَّهُ ظَنُّ سُوءٍ بِعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ
ثُمَّ قَالَ فِي الْمَدْخَلِ سُئِلَ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الطُّرْطُوشِيُّ رحمه الله تعالى مَا يَقُولُ سَيِّدِي الْفَقِيهُ فِي مَذْهَبِ الصُّوفِيَّةِ وَاعْلَمْ حَرَسَ اللَّهُ مُدَّتَك أَنَّهُ مِنْ رِجَالٍ فَيُكْثِرُونَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَذِكْرِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَنَّهُمْ يُوقِعُونَ بِالْقَضِيبِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ الْأَدِيمِ وَيَقُومُ بَعْضُهُمْ يَرْقُصُ وَيَتَوَاجَدُ حَتَّى يَقَعَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَيُحْضِرُونَ شَيْئًا يَأْكُلُونَهُ هَلْ الْحُضُورُ مَعَهُمْ جَائِزٌ أَمْ لَا أَفْتَوْنَا يَرْحَمْكُمْ اللَّهُ . الْجَوَابُ يَرْحَمُك اللَّهُ مَذْهَبُ الصُّوفِيَّةِ بَطَالَةٌ وَجَهَالَةٌ وَضَلَالَةٌ وَمَا الْإِسْلَامُ إلَّا كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم , وَأَمَّا الرَّقْصُ وَالتَّوَاجُدُ فَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَهُ أَصْحَابُ السَّامِرِيِّ لَمَّا اتَّخَذَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ قَامُوا يَرْقُصُونَ حَوَالَيْهِ وَيَتَوَاجَدُونَ فَهُوَ دِينُ الْكُفَّارِ وَعُبَّادِ الْعِجْلِ . وَأَمَّا الْقَضِيبُ فَأَوَّلُ مَنْ اتَّخَذَهُ الزَّنَادِقَةُ لِيَشْغَلُوا بِهِ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا كَانَ يَجْلِسُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَصْحَابِهِ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ مِنْ الْوَقَارِ فَيَنْبَغِي لِلسُّلْطَانِ وَنُوَّابِهِ أَنْ يَمْنَعَهُمْ مِنْ الْحُضُورِ فِي الْمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَحْضُرَ مَعَهُمْ وَيُعِينَهُمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ هَذَا مَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ
قال الشيخ زروق شيخ الصوفية
وسئل مالك عن جماعة، يأكلون كثيرا، وذكرت له أحولهم، فضحك، ثم قال: مجانين هم
قال ابونصر وانظر الى الشيخ زروق شيخ الطائفة كيف روي هذه الحادثة على المعني او انه غيرها عن عمد
ومما يدل على مانقول قوله عن جماعة فاي جماعة يقصد امن الشيعة او السنة اومن الزنادقة او من ....
وكذلك يدلك ما قلناه قوله وذكرت له احوالهم هروبا من ذكر الرقص لانه عند الصوفيه جائز وعند فقهاء المالكية المحققين غير جائز ومنهي عنه ومن اراد التفصيل والتأكد من حرمة الرقص فلينظر ما قدمنا عن القرطبي ولينظر المعيار
وشيء اخر انه مما يوكد الرواية ان الشيخ زروق رواها بالمعنى عن الامام وهو من هو شيخ الطائفة الصوفية فدل ذلك ان هذه الرواية موضوعة ولله الحمد على توفيقه
ويوكد ذلك رواية الامام التنيسي عن الامام مالك رضي الله عنه
وقولهم مرسلة اوغيره من التفاهات مردود يان اغلبكتب المذهب لم تصلنا ولو وصلتنا لعلمنا سند القاضي عياض الى التنيسي
فان قيل لما اخذتم برواية التنيسي ورددتم الاخري
قلنا ان رواية التنيسي تلقاها علماؤنا بالقبول وبنوا عليها فتاويهم كما رأيت آنفا للقرطبي والطرطوشي وكثير من علمائنا انظر المعيار وفتاوى ابن رشد الجد