- إنضم
- 23 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 8,140
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أسامة
- التخصص
- فقـــه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- مكة المكرمة
- المذهب الفقهي
- الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
كتب أخونا في الله؛ فضيلة الشيخ الكريم؛ محمد المهنا في حسابه على تويتر ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
لدى كثير من طلبة العلم، مواقف وذكريات في غاية الجمال مع الشيخ ابن باز، جمعتُ -من أفواههم- شيئاً منها، وأنوي نشرها في كتاب.
ولمزيد من الاستقصاء والفائدة، أرجو منكم العون، فمن كان له موقف شخصي مع الشيخ، فليكرمني بالتواصل عبر:
خاص تويتر
الإيميل
الاتصال أو الواتس ٠٥٠٥٤٩٠٥٢٥
فكان جوابي له؛ وبالله التوفيق ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله؛ والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد كان أول لقاء لي بسماحة شيخنا الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز في الطائف؛ وكان لقاءً عابراً جداً؛ إلا أنك ترى من خلاله الجلال مع التواضع؛ حيث قصدت المسجد الذي يصلي فيه، وكانت وقت صلاة العصر، وهو الذي صلى بنا إماماً بصلاة فيها ترسل وتخشع على غير ما اعتدته؛ فلما انتهى من الصلاة وفي أثناء قيامه للخروج من المسجد بعد تجاوزه الصفوف سلمت عليه بكل يسر وسهولة وبدون تثاقل منه أو تشاغل؛ فكان ذلك اللقاء والسلام العابر خيرٌ لي من حمر النعم!!
وكان ذلك في حدود عام 1413هـ تقريباً؛ أو قبلها.
وأنا بآخر المرحلة المتوسطة في التعليم العام.
ولم أكن أعلم حينها أن الله سييسر لي ثني الركب في حلقته أعواماً لدرسي الأحد والأربعاء من كل أسبوع، ولقاء الخميس بالجامع الكبير بالرياض، في المرحلة الجامعية بعد التحاقي بكلية الشريعة في الرياض، مع حضوري لكل محاضراته ولقاءاته العامة في تلك الفترة الذهبية من آخر عمره المبارك، من عام 1416هـ حتى مغادرته الرياض للحج ووفاته بالطائف عام 1420هـ. غفر الله له ورحمه؛ وأعلى منزلته مع المهديين والصديقين والشهداء والصالحين؛ وجمعنا به مع خير المرسلين ﷺ.
ومن أجمل ذكرياتي معه التي لازالت تحفظها الذاكرة بتفاصيلها وملامحها؛ أن الله وفقني لزيارته في منزله العامر مرتين؛ فلا تسل عن حسن الحفاوة، وجمال الترحيب، وطيب الكلام، وكرم الضيافة.
وتعشيت معه في صحن واحد! في إحدى الزيارتين؛ وكنت أعجب من كثرة حمده لله تعالى بعد كل لقمة يأكلها، وكان يباسطنا في الحديث، ويجيب على أسئلتنا.
وقد سألته حينها سؤلاً عن صحة حديث: (انهشوا اللحم نهشاً، فإنه أهنأ وامرأ)، فقال: الله أعلم، لا علم لي.
فتعجبت من تواضعه وصراحته في الإجابة سريعاً.
فلله درُّه من عالم سلك سبيل العلماء العاملين، الناصحين الباذلين؛ الذين تتعلم من سمتهم، وهديهم، وأخلاقهم قبل علمهم وتعليمهم.
ومما شدَّني كثيراً في دروس سماحة شيخنا عدة أمور هي:
- كثرة استشهاده بالآيات القرآنية؛ وكأنما هي ماء يتحدر من نهرٍ متدفق؛ فسبحان من ألهمه وعلمه.
- كثرة توصيته بقراءة القرآن وتدبره، والحرص على تفهمه، وحفظه، وتعلم معانيه؛ وتعقله، وذلك في كل محفل ومشهد وندوة ومحاضرة.
- كثرة استشهاده بالأحاديث النبوية؛ والصلاة على خير البرية ﷺ .
- لحظته مراراً إذا ذكر صحابي ترضى عنه ثلاثاً؛ يخفض بها صوته وهو مسموع: (اللهم ارض عنه).
- كان يبادر بالسواك قبل الصلاة؛ يشوص به فاه؛ بطريقةٍ حسنة.
- كان يبتدر بعد صلاة المغرب وقبل القيام لصلاة السنة بقراءة خواتيم سورة البقرة: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ..).
- كل ذلك كان مشهداً مؤثراً بليغاً؛ وأرى أن ما نجده من الأنس في حضور حلْقته بما لا يوازى بحلقات علم أخرى بسبب كثرة ذكر الله، والاستشهاد بآيات الله؛ والصلاة على رسول الله ﷺ، والترضي عن أصحاب رسول الله ﷺ؛ وكفى بها موجبات لنزول السكينة، وغشيان الرحمة؛ وحف الملائكة الكرام بهذه الدروس المطيّبة بذكر الله ورسوله ﷺ.
وسبحان الله وبحمده؛ سبحان الله العظيم.
والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على رسوله الأمين ﷺ
وكتبه تلميذه الذي يرجو أن يبرَّه
د. عبدالحميد بن صالح الكرَّاني الغامدي
أستاذ الفقه المشارك بالجامعة السعودية الإلكترونية
والمشرف العام على الشبكة الفقهية
الإثنين 8 / 4 / 1442هـ
الموافق 23 / 11 / 2020م
والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على رسوله الأمين ﷺ
وكتبه تلميذه الذي يرجو أن يبرَّه
د. عبدالحميد بن صالح الكرَّاني الغامدي
أستاذ الفقه المشارك بالجامعة السعودية الإلكترونية
والمشرف العام على الشبكة الفقهية
الإثنين 8 / 4 / 1442هـ
الموافق 23 / 11 / 2020م