العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس في توضيح التمييز في علم العلل للإمام مسلم رحمه الله.

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,650
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد... فهذا توضيح لكتاب التمييز للإمام مسلم الذي صنفه في علم العلل.
وقد قمت بحذف المقدمة وما يليها واقتصرت منهما على فوائد ووضحت المقصود في التصنيف وهو بيان الأحاديث التي أخطأ فيها الرواة فحافظت على كلام الإمام إلا أحرفا يسيرة.
والله أسأل أن ينفع به وأن يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه الكريم خالصة وأن ييسر لي إكماله على خير.


"توضيح التمييز"

ترجمة مسلم صاحب الصحيح: هو الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القُشيري النيسابوري ولد عام 206 هـ وتوفي عام 261 هـ رحمه الله.

"مقدمة"

  • سبب تأليف كتاب التمييز: هو أنه قد سُئل الإمام مسلم تأليف كتاب يجمع فيه من الأحاديث ما وهم في روايته بعض الرواة فصارت عند أهل العلم في عداد الغلط، وذلك لأنه قد وجد قوم ينكرون قول القائل من أهل العلم إذا قال هذا حديث خطأ وفلان يخطئ في روايته والصواب ما روى فلان، وينسبونه إلى اغتياب الصالحين وأنه مدع علم غيب لا يوصل إليه.
  • ما جاء في الخبر في الحث على حفظ الحديث وضبطه: قال الإمام مسلم: حدثنا محمد بن أبي عمر ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها، فرب حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
  • قال الإمام مسلم: وقد اشترط النبي على سامع حديثه ومبلّغه -حين دعا له- أن يعيه ويحفظه ثم يؤديه كما سمعه فالمؤدي لذلك بالتوهم غير المتيقن مؤد على خلاف ما شرط النبي صلى الله عليه وسلم وغير داخل في جزيل ما يرجى من إجابة دعوته له والله أعلم.
  • وقال: حدثنا ابن نمير حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمس: على أن يوحّد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحجّ. فقال رجل- لابن عمر-: الحجّ وصيام رمضان. فقال: لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الناس متفاوتون في الحفظ فمنهم المتوقِّي المتقن لما حمل من علم، ومنهم من هو دونه في الحفظ والتساهل فيه، ومنهم المتوهِم فيه غير المتقن.
  • قال الإمام مسلم: حدثني محمد بن المثنى، قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: يا أبا موسى أهل الكوفة يحدّثون عن كل أحد. قال: قلتُ يا أبا سعيد هم يقولون إنّك تحدث عن كل أحد، قال عمّن أحدّث؟ فذكرت له: محمد بن راشد المكحولي، فقال لي: احفظ عني: الناسُ ثلاثة: رجل حافظ متقن لا يختلف فيه، وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهو لا يترك، ولو ترك حديث هذا لذهب حديث الناس، وآخر الغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه.
  • أنواع خطأ الرواة:
  • 1- الخطأ في النسبة أو الاسم كأن ينسب الراوي رجلا مشهورا بنسب ما فينسبه إلى غير نسبته أو يسميه بغير اسمه.
  • مثال الأول: قول مالك بن أنس عن الزهري فقال: عن عبّاد وهو من ولد المغيرة بن شعبة، والصواب هو: عبّاد بن زياد بن أبي سفيان، فهذا نسبه عند أهل النسب.
  • ومثال الثاني: قول معمر بن راشد حيث حدث عن الزهري فقال: عن أبي الطفيل عمرو بن واثلة، والصواب: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، لا عمرو.
  • 2- التصحيف في متن الحديث كما قال بعضهم في حديث: نهى رسول الله عن النجش؛ فصحفه إلى نهى رسول الله عن التحبير.
  • 3- مخالفة الرواة بعضهم لبعض بأن يروي نفر من حفاظ الناس حديثا عن مثل الزهري أو غيره من الأئمة وهو متفقون على روايته في الإسناد والمتن فيأتي راو فيخالفهم في إسناده أو متنه فيعلم أن الصحيح من الروايتين ما حدّث به الجماعة من الحفاظ، دون الواحد المنفرد وإن كان حافظا، وعلى هذا المذهب-وهو تقديم رواية الجماعة- يحكم أهل العلم مثل شعبة وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من أئمة هذا العلم.
 
التعديل الأخير:

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,650
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
الحديث العشرون: قال مسلم: ذكر خبر مستنكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد أطبق الحفاظ على ضدِّ روايته عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:

الحسن بن صالح عن فراس -بن يحيى الهمداني- عن عطية-بن سعد العوفي- عن ابن عمر قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر فصلى الظهر في الحضر أربعا وبعدها ركعتين والعصر أربعا وليس بعدها شيء والمغرب ثلاثا وبعدها ركعتين والعشاء أربعا وبعدها ركعتين، وصلى في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، والعصر ركعتين وليس بعدها شيء، والمغرب ثلاثا وبعدها ركعتين، والعشاء ركعتين وبعدها ركعتين.

ورواه ابن أبي ليلى عن عطية عن ابن عمر بهذا.



قال مسلم: ذكر الأسانيد الصحاح الثابتة التي تخالف رواية عطية:

حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثني عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال صحبت ابن عمر في طريق مكة قال فصلى لنا الظهر ركعتين قال فصلى لنا الظهر ركعتين ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رحله وجلس وجلسنا معه فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى فرأى ناسا قياما فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون قال: لو كنت مسبحا لأتممت صلاتي يا ابن أخي إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

عن طلحة بن يحيى، عن عمه عيسى بن طلحة، قالك: صحبت ابن عمر في السفر، وكان لا يزيد على ركعتين، ويقوم بنوه وأصحابه يتطوعون، فقلت: ما لك لا تطوع؟ قال: إنما أصنع كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصنع.

وعن ابن أبي ذئب، حدثني عثمان بن عبد الله بن سراقة قال : سمعت ابن عمر يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي قبلها ولا بعدها في السفر.

وعن ‌العلاء بن زهير قال: حدثنا ‌وبرة بن عبد الرحمن، قال: كان ‌ابن عمر لا يزيد في السفر على ركعتين، لا يصلي قبلها ولا بعدها، فقيل له: ما هذا؟ قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.

وعن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع قال : كان ابن عمر لا يصوم في السفر ، ولا يزيد على ركعتين بالنهار ، وكان يحيي الليل.

قال مسلم: فهذه أسانيد صحاح كل واحدة منها ثابت على انفراده وهم جماعة منهم: حفص بن عاصم بن عمر، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله، وعثمان بن عبد الله بن سراقة ووبرة بن عبد الرحمن حكوا ذلك عن ابن عمر ترك النبي صلى الله عليه وسلم السبحة في السفر قبل المكتوبة وبعدها ونافع حكى ترك ابن عمر ذلك.
 
أعلى