مبارك بن راشد الحثلان
:: متخصص ::
- إنضم
- 6 مايو 2009
- المشاركات
- 128
- التخصص
- ......
- المدينة
- الرياض
- المذهب الفقهي
- حنبلي
تراث الحنابلة هموم وتطلعات
عَرَفت الكتب الحنبلية طريقها إلى المطابع متأخرة بعض الشيء مقارنة ببقية المذاهب فطبع نيل المآرب وهو أول كتاب حنبلي يطبع عام 1288هـ ثم تبعة كتاب الروض المربع عام 1304هـ وتوالت بعد ذلك طباعة كبار كتب المذهب كشرح المنتهى وكشاف القناع والشرح الكبير والمغني ولكن كان بين طباعتها فترات طويلة قد تصل إلى عقود بالإضافة إلى سوء الطباعة وكثرة التصحيف والتحريف والأخطاء هذا مع عناية أهل ذلك الزمان بالمذهب دراسة وتدريس فكيف بزماننا هذا الذي قل فيه أتباعه؟!!
إن من أعظم التحديات التي يواجهها المذهب الحنبلي قلة العناية بتراثه المخطوط الذي ما زال أسيراً في مراكز المخطوطات والمكتبات الخاصة وهناك شروح وحواشي على أمهات كتب المذهب كالمنتهى والإقناع والغاية ما زالت تبحث عمن يظهر ما فيها من فوائد دفينة ودرر فريدة ولو كانت هذه الكتب في فقه مذهب آخر لظهرت إلى عالم المطبوعات قبل قرن من الزمان
وأنا هنا لا أنكر ما قام به بعض الباحثين الذين ساهموا في تحقيق تراث المذهب و هذه الجهود وإن كانت مشكورة إلا أنها اقتصرت على بعض المتون والكتب المتقدمة مع تقصير ظاهر في خدمة كتب المتأخرين التي تعتبر لب المذهب وعمدته فليتهم يعتنون بالأهم ثم المهم فأين المحققون عن حواشي المنتهى والإقناع والدليل وشروح الغاية فهي أولى بالعناية من غيرها أو ليتهم اعتنوا بإعادة تحقيق بعض الكتب التي طبعت طبعات مشوهة لا تخلو صفحة منها من خطأ ومع هذا يزعم القائمون عليها أنهم قابلوها على عدة نسخ بل هناك من تعدى هذا وقال: إنه اعتمد على نسخة المؤلف !!
فمن يصدق أن كتاب الروض المربع على جلالة قدره وقدر مصنفه لا توجد له طبعة مفردة سليمة من التصحيف والتحريف مع أنه الكتاب المقرر في الكليات الشرعية في بلادنا وقُرئ على كبار علمائها
إذا كان هذا حال أمهات الكتب فماذا نقول عن المتون والمنظومات والرسائل والأجوبة؟!!
لا شك أن المذهب بحاجة إلى جهة تتوالى العناية بتراثه بإشراف عدد من المعتنين به الغيورين عليه
قد يقول قائل:إن مثل هذا المشروع يحتاج إلى مؤسسة معنية تتولى مسؤولية القيام بعمل بهذا الحجم
أقول:لا شك أن مثل هذا المشروع يحتاج إلى عمل مؤسسي يتبنى المشروع ويشرف عليه ولما كان هذا في حكم المستحيل فأني أنصح الغيورين من أتباعه بأن يبادروا بذلك ويتقاسموا العمل بينهم ويستفيدوا من تقنية الاتصالات المتاحة لهم والتي تسهل التواصل بينهم فيمكن أن يتقاسم عدد من الباحثين كتاباً واحداً كل منهم يتولى قسماً منه وفي هذا توفير للجهد والوقت ولا يحقر الإنسان نفسه فالمشاريع الناجحة بدأت متواضعة والأشجار المثمرة كانت بذوراً ثم سرعان ما كبرت وأينع ثمرها
ويمكن تلخيص ما سبق ذكره في ثلاث نقاط:
1.تحقيق الكتب التي لم تطبع بعد كالحواشي والشروح ومن أهمها حواشي العلامة محمد الخلوتي على الإقناع والمنتهى وشرح غاية المنتهى لابن العماد.
2.إعادة طباعة بعض الكتب إما لكونها طبعت طبعات ينقصها التحقيق كالروض المربع أو لأنها نفدت من المكتبات كشرح غاية المنتهى للرحيباني.
3.إبراز دور علماء المذهب في مختلف العلوم وذلك بتحقيق كتبهم المؤلفة في التفسير والحديث والعربية وغيرها فالكتب المطبوعة في هذا قليلة لا تكاد تذكر مما أعطى انطباعاً لدى الباحثين أن علماء المذهب ليست لهم مساهمة في هذه العلوم وأن جهودهم لا تتعدى علم الفقه.
هذا ما تيسر والله الموفق
كتبه
مبارك بن راشد الحثلان
الرياض
كتبه
مبارك بن راشد الحثلان
الرياض