العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل وصلت إلينا كل الأحاديث الصحيحة ؟؟

ريحانة سعيد

:: متابع ::
إنضم
3 يونيو 2016
المشاركات
17
الكنية
أم البراء
التخصص
مقارنة بين التنمية البشرية الغربية والإسلامية
المدينة
تدرس حاليا المملكة المتحدة
المذهب الفقهي
الكتاب والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . ومن اتبعه بإحسان



هل كل الأحاديث الصحيحة وصلت إلينا ؟؟​



1) من نعم المولى الكثيرة التأمل والتدبر .فمع سنوات الانقطاع عن المنتدى تراكمت عندي مجموعة من الأسئلة .تحتاج إلى جواب شاف ودقيق ؛ ثم تذكرت ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما .

قيل له : (( بما نلت هذا العلم )) .

قال : (( بلسان سؤول وقلب عقول )) .

وقال مجاهد : (( لا يتعلم مستحي ولا متكبر ))



2) رأيت أن أجمع هذه الأسئلة وأعرض في كل مرة سؤال من تلك الأسئلة في موضوع مستقل حسب التيسير . لأعرضه على أخواني طلبة العلم في المنتدى المبارك بإذن الله . عسى أجد عندهم الجواب الشافي .فالحق ضالة المؤمن فمتى وجده عمل به .



حيثيات السؤال :



حديث الاستخارة :

عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: " كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن )).

(( فالسؤال ؟

فإذا كان يعلمهم المعنى والحفظ والتدبر والكيفية والتفسير وغير ذلك . فالسؤال إلى أخوتي الكرام :

أين هذه الأحاديث الصحيحة عن الاستخارة التي علمهم إياها كالسورة من القرآن ؟؟ أم أنها لم تصل إلينا ؟


== = = =

وجاء في مسلم

1) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما يكون إلى قيام الساعة

عن حذيفة قال: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا، مَا تَرَكَ فيه شَيئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَن حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ، قَد عَلِمَهُ أَصحَابِي هَؤُلَاءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنهُ الشَّيءُ قَد نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذكُرُهُ كَمَا يَذكُرُ الرَّجُلُ وَجهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنهُ، ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ.

وفي رواية: قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة.

رواه أحمد (5/ 385)، والبخاريّ (6604)، ومسلم (2891) (23 و 24).

= = = =

2) وعن أبي زَيدٍ، يَعنِي عَمرَو بنَ أَخطَبَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الفَجرَ، وَصَعِدَ المِنبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَت الظُّهرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَ العَصرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَت الشَّمسُ، فَأَخبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعلَمُنَا أَحفَظُنَا.

رواه أحمد (5/ 341)، ومسلم (2892).

نقلا عن ((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم.)) .(( الإمام القرطبي (578 - 656 هـ))

= = = = =

فسؤالي :

هل وصل إلينا كل ما ذكره حذيفة رضي الله عنه ؟؟ أم أن الأمر كما قال الإمام القرطبي – رحمه الله - .(( المفهم /7/22)) .

((وبهذا يعلم أن أصحابه كان عندهم من علم الكوائن الحادثة إلى يوم القيامة العلم الكثير والحظ الوافر، لكن لم يشيعوها إذ ليست من أحاديث الأحكام، وما كان فيها شيء من ذلك حدثوا به، ونقضوا عن عهدته. ولحذيفة في هذا الباب زيادة مزية، وخصوصية لم تكن لغيره منهم؛ لأنَّه كان كثير السؤال عن هذا الباب، كما دلت عليه أحاديثه، وكما دل عليه اختصاص عمر له بالسؤال عن ذلك دون غيره)) .

انتهى كلامه .

ومن خلال ما تقدم أرجو إفادتي خصوصا . هل وصلت إلينا تلك الأحاديث التي تبين كيفيه تعليمه - صلى الله عليه وسلم – لأصحابه رضوان الله عليهم ، أم زاغت عنها الأبصار ؟

وجزاكم الله كل خير .

== = = = = =

 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,648
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
جزاكم الله خيرا.
نكتب على عجل ولعل الإخوة يفيضون ويصلحون.
وليس هذا جوابا- على الحقيقة- بل هو مشاركة للخواطر مع السائلة الكريمة.
حينما كنت غلاما صغيرا قلت لأحد الدعاة: أريد أن أجمع السنة كلها فلا أبقي شيئا من المعجمات والمشيخات والأجزاء المطبوع منها والمخطوط إلا وأتيت به، فردّ علي بجواب.
ثم عندما كبرت ظهر لي أن الأمر على العكس نحتاج من المتخصصين أن يُصفّوا لنا السنة فالمروي بين أيدينا منها أكثر بكثير مما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك عندي.
وقد ذكر المختصون من أهل العلم- نفعنا الله بهم- أنه ما فات الصحيحان من الأحاديث الصحيحة إلا القليل فإذا ضم له من الزوائد الصحيحة من الكتب التسعة وضم لها بعض الزوائد النادرة من غيرها من المصادر المعتمدة فلا يكاد يوجد بعد ذلك سنة صحيحة. والله أعلم.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
إضافة على ما تفضل به الشيخ صفاء -حفظه الله- فإن الشريعة كاملة محفوظة بالأحاديث الصحيحة، وأما ما لم يصل إلينا فلا علاقة له بالتشريع، وإنما هو من أحاديث الفتن والملاحم وما في فلكها؛ ولهذا شواهد، وجميعه مما ليس في خفائه إخلالٌ بالتشريع.

ومن أمثلة ذلك من الأحاديث:
- ما رواه الإمام البخاري عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ.

- وأيضاً ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وِعَاءَيْنِ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ ‌هَذَا ‌الْبُلْعُومُ.

وفي تمثيل أبي هريرة -رضي الله عنه- بالوعائين بيانٌ لما سبق؛ إذ جعلها إلى قسمين:

القسم الأول: وعاء التشريع؛ وهو العلم الذي فيه أحكام الدين.
القسم الثاني: وعاء أخبار الفتن، الذي لا علاقة له بأحكام الشريعة التي يجب على المكلف الأخذ بها.

ولذا فقد بثَّ الوعاء الأول بين الناس -مما يتعلَّق بالتشريع- وقام بنشره وإذاعته.
وأما أحاديث الفتن التي ستقع؛ فأمسك عنها؛ ولذا كان يُكنِّي عنها ولا يُصرِّح.

وفي هذا بيانٌ شافٍ، وإيضاحٌ كافٍ، والله الموفق.
 
التعديل الأخير:
أعلى