زياد العراقي
:: مشرف ::
- إنضم
- 21 نوفمبر 2011
- المشاركات
- 3,614
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- ...
- الدولة
- العراق
- المدينة
- ؟
- المذهب الفقهي
- المذهب الشافعي
موضوع منقول للفائدة وهو بقلم الأستاذ محمد الصالح الصديق
اختلف أستاذان جامعيان فيمن هم أهل الذكر، الذين ذكرهم القرآن الكريم في هذه الآية:}.. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{(النحل:43).
فاحتدم النقاش بينهما قرابة نصف ساعة، وكنتُ ملتزما للصمت أتابع حوارهما باهتمام لمستواهما العلمي المرموق، ومقدرة كل منهما على مقارعة الحجة بالحجة، والدليل بالدليل!
ولما لم يُسلم أحدهما للآخر، التفتا إليّ وقالا: لا ينبغي أن تظل على الحياد تتفرج ولا تدخل المعركة، وأنت مدجّج بالسلاح، فشكرتهما على حسن ظنهما بي، ثم قلت لهما: شاقني حواركما، واستفدت منه كثيرا، وراقني بالخصوص اتّسامه بالهدوء، والموضوعية والعمق، بعيدا عن الذاتية والفردية التي من شأنها أن تذهب بالغرض المطلوب والهدف المعين! وسأدخل المعركة لا لأنتصر فيها عليكما أو على أحدكما، وإنما لأنال معكما شرف البحث العلمي، والمناظرة الفكرية!
إن الله تعالى يقول:}...فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{(الزمر:17- 18).
فاستماع القول، واتباع أحسنه، عامٌّ شمل جميع العلوم والمعارف، وكل الطيبات من القول. وكل ما يسمع من أمور الدين والدنيا التي تمتن صلة الإنسان بخالقه، وصلته بالناس، وصلته بالكون؛ سمائه وأرضه، وترتقي به ماديا أو أدبيا، وتعده لحياة النعيم في الآخرة، فهو من أحسن ما يسمع، ومستمعه من الهداة ومن أولي الألباب!
أما الذين يُسمع قولهم، فهم أهل الذكر، الذين قال الله تعالى فيهم:} فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{(النحل:43) وأهل الذكر هم ذوو العلم والمعرفة والدراية والخبرة، فالفقه عن الفقهاء، والطب عن الأطباء، والفلسفة عن الفلاسفة، والصناعات المختلفة عن ذويها وأربابها، وهل يدخل في "أهل الذكر" علماء الغرب مثلا؟
الذي لا نشك فيه ونرتاح إليه أيضا: أن القول المفيد للأمة الإسلامية يؤخذ من كل عالم أيا كان جنسه ولونه، شريطة أن يكون قوله نافعا، وأن لا يتنافى وديننا الحنيف، وقد قال الزجاج في المراد بأهل الذكر "كل من يذكر بعلم وتحقيق" – تفسير الإمام الرازي ج20ص36.
ومما يستأنس به في الموضوع أن سلمان الفارسي أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن الفرس كانوا يحفرون الخنادق، فعمل به -صلى الله عليه وسلم- وهو منقول عن أمم مجوسية يعبدون النار
اختلف أستاذان جامعيان فيمن هم أهل الذكر، الذين ذكرهم القرآن الكريم في هذه الآية:}.. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{(النحل:43).
فاحتدم النقاش بينهما قرابة نصف ساعة، وكنتُ ملتزما للصمت أتابع حوارهما باهتمام لمستواهما العلمي المرموق، ومقدرة كل منهما على مقارعة الحجة بالحجة، والدليل بالدليل!
ولما لم يُسلم أحدهما للآخر، التفتا إليّ وقالا: لا ينبغي أن تظل على الحياد تتفرج ولا تدخل المعركة، وأنت مدجّج بالسلاح، فشكرتهما على حسن ظنهما بي، ثم قلت لهما: شاقني حواركما، واستفدت منه كثيرا، وراقني بالخصوص اتّسامه بالهدوء، والموضوعية والعمق، بعيدا عن الذاتية والفردية التي من شأنها أن تذهب بالغرض المطلوب والهدف المعين! وسأدخل المعركة لا لأنتصر فيها عليكما أو على أحدكما، وإنما لأنال معكما شرف البحث العلمي، والمناظرة الفكرية!
إن الله تعالى يقول:}...فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{(الزمر:17- 18).
فاستماع القول، واتباع أحسنه، عامٌّ شمل جميع العلوم والمعارف، وكل الطيبات من القول. وكل ما يسمع من أمور الدين والدنيا التي تمتن صلة الإنسان بخالقه، وصلته بالناس، وصلته بالكون؛ سمائه وأرضه، وترتقي به ماديا أو أدبيا، وتعده لحياة النعيم في الآخرة، فهو من أحسن ما يسمع، ومستمعه من الهداة ومن أولي الألباب!
أما الذين يُسمع قولهم، فهم أهل الذكر، الذين قال الله تعالى فيهم:} فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{(النحل:43) وأهل الذكر هم ذوو العلم والمعرفة والدراية والخبرة، فالفقه عن الفقهاء، والطب عن الأطباء، والفلسفة عن الفلاسفة، والصناعات المختلفة عن ذويها وأربابها، وهل يدخل في "أهل الذكر" علماء الغرب مثلا؟
الذي لا نشك فيه ونرتاح إليه أيضا: أن القول المفيد للأمة الإسلامية يؤخذ من كل عالم أيا كان جنسه ولونه، شريطة أن يكون قوله نافعا، وأن لا يتنافى وديننا الحنيف، وقد قال الزجاج في المراد بأهل الذكر "كل من يذكر بعلم وتحقيق" – تفسير الإمام الرازي ج20ص36.
ومما يستأنس به في الموضوع أن سلمان الفارسي أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن الفرس كانوا يحفرون الخنادق، فعمل به -صلى الله عليه وسلم- وهو منقول عن أمم مجوسية يعبدون النار