تفصيل لأعمال العمرة

[طاهر السماوي]

تفصيل لأعمال العمرة

الإحرام وأعمالك التي تؤديها في الميقات.

فالإحرام هو نية الدخول في النسك مقروناً بالتلبية. وهو ركن من أركان العمرة.

والإحرام من الميقات واجب من واجبات الإحرام بمعنى أن على من تركه فدية، إما أن يذبح شاة، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين.

إذا وصل المسلم إلى الميقات وأراد أن يحرم فيستحب له أن يعمل هذه الأمور قبل الإحرام وهي:

1 - يقص أظفاره سواء كان رجل أو امرأة.

2 - ويزيل شعر العانة، والإبط سواء كان رجل وامرأة وللرجل قص الشارب.

3 - وأن يغتسل ويتوضأ سواء كان رجل أو امرأة.

4- ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بالنسبة للرجل فيلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، أما المرأة فتلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد، لكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين فتخلع القفاز الذي يستر يديها والنقاب تحله والبرقع واللثام الذي على وجهها وتجعل على وجهها الجلباب تنزله من على رأسها لأنه لا يجوز كشف الوجه وهذا من المنكرات والفتن التي عمت بلاد الحرمين في هذه العبادات العظيمة وهذا تزرج منهي عنه فاتقوا الله ياعباد الله.

5- ثم ينوي بعد ذلك المعتمر رجلا أو امرأة العمرة بقلبه أو بلسانه، ويقول «لبيك اللهم عمرة» وإذا أرد زيادة قول: «ومحلي حيث حبستني». وهذا هو الإحرام الذي هو النية بالقلب.

محظورات الإحرام يقصد بها الأمور التي يمنع المحرم من فعلها بسبب إحرامه.

وتنقسم المحظورات إلى محظورات مشتركة بين الرجال والنساء، ومحظورات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال،

⓵ أما المحظورات المشتركة فهي إزالة الشعر، تقليم الأظافر، الجماع، التطيب- أي وضع العطر في البدن أو في ثياب الإحرام- قتل الصيد البري كالغزلان، وعقد الزواج.

②أما المحظورات الخاصة بالرجال فهي لبس الملابس المخيطة- وهو أن يلبس القميص والجاكثت والسراويل ونحوها مما هو مفصل على هيئة البدن. كما يحرم عليه إنزال المني باستمناء أو جماع، وتغطية الرأس بملاصق، كالطاقية والعمامة وما شابهها ولبس كل مخيط.

③أما المحظورات الخاصة بالنساء فهي لبس القفازين أو النقاب ويجب عليها تغطية وجهها عن الرجال وإلا فهي آثمة.

فإن فعل المحرم المحظور جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية.

وإن فعل المحرم المحظور لحاجة إليه فلا إثم عليه ولكن عليه فدية.

الطواف حول الكعبة

إذا انتهى المعتمر من إحرامه خرج من الميقات، فإذا وصل مكة فدخلها يستحب له أن يقول: «أعوذ بالله العظيم ووجه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
أو بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك. يعني يؤدي أذكار دخول المسجد وأما غيرها من الأذكار فليس عليها دليل.

حتى إذا دخل ساحة المسجد يتجه إلى الحجر الأسود ليبدأ منه الطواف ويجعله تلقاء وجهه.

والطواف هو أحد الأركان الأساسية في العمرة، وهو عبارة عن سبعة أشواط يقوم به المعتمر حول الكعبة، يبدأ كل شوط من أمام الحجر الأسود وينتهي به، يجعل المعتمر أو الحاج الكعبة عن يساره أثناء الطواف.

يسن أن يرمل المعتمر الرجل في الأشواط الثلاثة الأولى.

والرَمَل هو مسارعة المشي مع تقارب الخطوات.

يسن أن يضطبع المعتمر أو الحاج أولا قبل الطواف ويبقى مضطبعا في طوافه كله من أوله إلى أخره وهذا للرجل وأما المرأة فلا تلبس البرقع ولا القفازين وهو لباس اليد مما يسمى بالكفوف ولكن يجب عليه ستر وجهها باسدال الجلباب على وجهها ولو لامس الجلباب وجهها فليس عليها شيء
ولذلك من أعظم المنكرات في الحج هو التبرج من قبل النساء في أعظم مكان طاهر كريم عظيم ولا حول ولاقوة إلا بالله.

والاضطباع هو أن يجعل وسط ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، يزيل المعتمر الاضطباع إذا فرغ من طوافه.

يسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده) ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها، فإن لم يستطع استلمه بشيء معه (كالعصا وما شابهها) وقَبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع أشار إليه بيده ولا يقبلها فهذه أربعة أحوال مع الحجر الأسود.

ولا يوجد ذكر محدد للطواف بل يدعو ويذكر الله ويقرأ القرآن إلا بين الركن اليماني والحجر الأسود فيقول(ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) وهذا في كل شوط فإذا جاوزها فليرجع إلى ذكر آخر أو دعاء وغير ذلك.

صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم.

فإذا انتهى من الصواف يسن له صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم يقرأ في الأولى الفاتحة وسورة الكافرون وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة الإخلاص فإذا لم يتيسر له يصليها في أي مكان من الحرم.

السعي بين الصفا والمروة.

فإذا انتهى من صلاة ركعتين خلف المقام فعليه بالسعي بين الصفا والمروة وهي سبعة أشواط يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة. يسن عند قربه من الصفا في بداية الشوط الأول أن يقرأ قوله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)

ثم يقول بعدها (أبدأ بما بدأ الله به) ولا يقول هذه الأذكار إلا قبل الشوط الأول من السعي عند الصفا فقط ثم لا يقولها مرة أخرى.

يسن أن يرقى المعتمر على الصفا ولو أن يضع قدميه على أسفلها حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كما يرفعها عند الدعاء قائلاً:
(الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ثم يدعو بما شاء من الدعاء ثم يعيد الذكر السابق، ثم يدعو بما شاء، ثم يعيد الذكر السابق مرة ثالثة.

ثم يسعى إلى المروة. ويسن أن يرفع صوته بالتكبير والذكر السابق ويُسِر صوته بالدعاء.

يفعل المعتمر على المروة مثلما فعل على الصفا من التكبير (3مرات) والذكر السابق (3 مرات) والدعاء بين الأذكار (مرتين) مع رفع يديه متوجهاً للكعبة.

يسن إذا وصل الساعي بين العلمين الأخضرين أن يُسرع في المشي بشرط أن لا يضايق غيره من الساعين، أما في بقية المسعى فإنه يمشي مشياً عادياً إلا المرأة والمريض والكبير العاجز ومن كان بصحبتهم مرافقا لهم وغيرهم من أهل الأعذار.

لا يشترط أن يرقى الساعي على أعلى الصفا والمروة، بل لو لمست رجلاه بداية ارتفاعها فهو جائز، ولكن السنة كما سبق أن يرقى عليهما حتى يرى الكعبة إن استطاع.

لا تشترط الطهارة للسعي، فلو سعى وهو غير متوضئ جاز ذلك، ولكن الأفضل أن يكون على وضوء.

لا يوجد ذكر أو دعاء خاص بالسعي، فلو قرأ القرآن أو ذكر الله أو دعاه بما يتيسر فهو جائز.

إذا أقيمت الصلاة وهو يسعى فإنه يصلي مع الجماعة في المسعى ثم يكمل سعيه.

لا يضطبع المعتمر أثناء السعي بل يكون إحرامه على كتفيه.

يجب على المعتمر غض بصره عن ما قد يفسد عمرته.

الحلق والتقصير

إذا أتم المعتمر سبعة أشواط من الصفا إلى المروة حلق شعر رأسه إن كان رجلا أو قصره والحلق أفضل.

أما المرأة فتقصر شعر رأسها بكل حال ولا تحلق بل تقصر من كل قرن قدر أنملة أي -بنانة يدها-.

وعند الحلق يجب أن يكون حلق الرجل شاملا لجميع شعر رأسه.

وكذلك عند التقصير لابد أن يعم به جميع شعر الرأس.

وبهذه الأعمال تمت العمرة وحل منها حلا كاملا يبيح له جميع محظورات الإحرام.

مما ينبغي للمعتمر أن يعتني به قبل عمرته وفي سفره أمور منها:

▣ ١- الإخلاص لله تعالى فيعزم زيارة البيت الحرام لا يطلب بذلك إلا مرضاة ربه لا رياء ولا سمعة ولا طلب دنيا ولا غير ذلك.
▣ ٢- طيب المال وحله فيجب عليه أن يكون ماله حلالا طيبا لأن الله لا يقبل إلا طيبا وإعطاء الأهل ومن يخلفهم من النفقة ما تكفيهم إلى رجوعه إليهم.
▣ ٣- الرفقة الصالحة التي تعينه على السفر والخير والعلم والتوجيه والرشد فيصحب العلماء وطلاب العلم والصالحين الذين يعينونه على طاعة الله.
▣ ٤- الفقه والتعليم لمناسك العمرة والحج وما الذي سيقبل عليه.
▣ ٥- اتخاذ أمير للسفر وهذا مما يغفل عنه كثير من المسافرين.
فيجب عليهم أن يتخذوا أميرا صالحا يصدرون عن أمره ويرشدهم ويوجههم وينصح لهم ويجب عليهم طاعته في طاعة الله.
▣ ٦- التوكل على الله وأخذ الزاد والعمل بالأسباب فإنه من المهمات.
▣ ٧- البعد عن المعاصي وإصلاح الحال قبل السفر إلى تلك البقاع الطاهرة.
▣ ٨- الحذر من صحبة المعاصي عند السفر من أغاني وتصوير وشرب الدخان والقات وتبرج النساء وغيرها من المنكرات.
▣ ٩- الحذر من الشركيات المعاصي والبدع بعد الوصول إلى بلد الله الحرام مما يعمله كثير من الناس رجالا ونساءا وهذا يدل على الجهل بأمور الدين ولذلك يجب تعلم أحكام الشريعة وماهو الذي يبطل الحج والعمرة أو يذهب بأجرها.
▣ ١٠- رد الحقوق وطلب المسامحة من الناس والعفو عن الناس لأنك أيها المعتمر مقبل على الله تطلب منه العفو والمغفرة وأنت ملطخ بحقوق الأخرين ومظالمهم فاتق الله.
▣ ١١- اتخاذ المرأة محرما في السفر فلا يجوز أن تسافر للحج أو العمرة بدون محرم.
▣ ١٢- الحشمة والحياء وعدم رفع الصوت وكشف الوجة والإختلاط بين الرجال والنساء في السفر.
▣ ١٣- الحرص على الأذكار للركوب وفي الصباح والمساء وعند الصعود والهبوط من الأماكن العالية عملا بالسنة وأذكار السفر والمداومة على ذكر الله وقراءة القرآن في السفر وكذلك الدعاء فإنه من أجل القربات.
▣ ١٤- سعة الصدر لإخوانك المسلمين وترك المجادلة والمهاترات والمناقشات العقيمة وترك المناظرات السياسية التي تضيق الصدور والقلوب والإقبال على محبة المسلمين وإشاعة ذلك بين سائر المعتمرين.
▣ ١٥- احترام نظام وقانون وتنظيم الدولة التي تذهب إليها ولا تثير المشاكل والسب والشتم لأحد.
▣ ١٧- الصبر والتحلي به في السفر وعند الوصول وبعد الرجوع فالسفر يسفر عن أخلاق الرجال ومصانعهم وأخلاقهم.
▣ ١٨- الاستعداد بما يحتاجه في عمرته وسفره من الحاجيات من لباس الإحرام والمقص والمشط والملابس والمنظفات وغيرها وجواز السفر وتحويل المال إلى الريال السعودي وغير ذلك.
▣ ١٩- المواساة بين المسافرين والبذل والعطاء والخدمة بعضهم لبعض.
▣ ٢٠- إنزال الناس منازلهم الكبير في السن والسنة والمرأة والمريض وغيرهم وتقديم من يستحق التقديم والإيثار له على ما يستحب ويجوز فيه الإيثار.

-------------------
✒كتبه أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله لطاعته.

➸ السبت ١٩ شعبان ١٤٤٤ﮪ.
-----------------
تابعنا عبر التليجرام ↯↯↯

❐أبو محمد طاهر السماوي❐

❀ قال الإمام عبدالله بن المبارك، كتب إليّ سفيان الثوري -رحمه الله- : «بُثَّ علمك ؛ واحذر الشهرة». حلية الأولياء (٧٠/٧) تابعونا على https://tahear77.blogspot.com

t.me

وعبر الواتس ↯↯↯

فوائد أبي محمد طاهر السماوي

WhatsApp Group Invite

chat.whatsapp.com

جزى الله خيرا من نشره